هل أنا الوحيدة اللي عم بشتغل على علاقتي؟
- rashional designs
- 28 أغسطس
- 5 دقيقة قراءة
بمحادثة مع صديقة هاد الأسبوع, شاركتني بإنها حضرت ورشتين نفسيات، قطعت مسافة طويلة وبذلت جهد عشان تتطوّر. بس لما رجعت عالبيت، لقيت جوزها بعده محله: نفس الأصحاب، نفس العادات, نفس اليوم يوم.
هاد الموقف خلاها تسأل سؤال الي بسألوه كثير نساء:
هل أنا الوحيدة اللي عم بشتغل على علاقتي؟

في شعور انه بس احنا النساء بدنا نشتغل عحالنا, بس احنا بدنا نروح على جلسات زوجية, بس احنا بدنا نطوّر العلاقة ونحل مشاكلها... وشركائنا؟ "عشو عم تحكي؟" "فش مشكلة.." "لي بتعقدي الأمور؟"
وشو بصير بعدها؟ بنحاوّل نجبر شريكنا يتغيّر, بنحاوّل نجيره يعمل شغل نفسي او نفهمه ليش هاد الشغل ضروري.
بداية علاقتي: فخ محاولة تغيير شريكي
أنا شخصيًا وقعت بنفس الفخ. ببداية علاقتي، كنت كل الوقت أحاول أقنع شريكي إنه يعمل تأمل، يفتح مشروع، يتطوّر. كنت شايفة "مصلحته" وبدي "أساعده".
بس الحقيقة الي اكتشفتها بالاخر؟ كنت عم أشوف الأمور من زاويتي الضيقة.
ديناميكية متكررة بالعلاقات
هاي الديناميكية بشوفها عند كثير النساء اللي بحضروا جلسات أو ورشات معي. مثلا بنتعلّم إشي جديد عن أنماط التعلق، وأول ردة فعل عند جزء مش بطال من المشتركات هو: "حرام شريكي لو يعرف نمطه… كان حياته اتغيّرت!""حرام الشب اللي تركنا…بس لو يفهم دوره العائلي، كان استوعب ليش عالق بحياته!"
وبدل ما انشغل بحالي وبانماطي, بنشغل بكيف الاخر لازم يتغيّر!
وفي نساء يمشوا خطوات ابعد: بدهن يدفعوا جلسة عن الشريك, أو بحاولوا يسهّلوا عليه كل الطريق: "إنت بس تعال وأنا بعمل عنك الباقي."
شركاء التغيير مقابل شركاء التقبّل
دكتور الكساندرا سولومون عرفت هدول التعريفين:
إحنا، اللي كل وقتنا بنحب نشتغل على حالنا ونتطوّر، سمتنا شركاء التغيير.
والطرف الآخر، اللي مش حابب يزحزح حاله من مكانه، سمتهم شركاء التقبّل.
شريك التغيير بامن إنه كل ما نشتغل على حالنا أكثر (نكتب، نتأمل، نحضر ورشات)، كل ما كان أفضل.أما شريك التقبّل فهو إنسان مرتاح وين هو. مبسوط بالحاضر، مش شايف داعي للتغيير.
والسؤال الي بطرح نفسه
شو بصير لما يلتقي شخص الي بقدرش يقعد بدون ما يظل يطوّر بذاته, مع شخص الي ببساطة, مبسوط محله؟
المعركة الخاسرة
ببداية علاقتي مع جوزي، معرفناش نجاوب على هاد السؤال. انا كنت دايمًا محبطة لأنه مش عم يعمل تأمل ومش عم يشتغل عحاله زيي. وأصرّيت إنه "التأمل هو الحل لتوتره"!وكنت محبطة لأنه مش عم يفتّش بجذور طفولته ولا عم يفتح مشروع.
وشو عملت أنا؟ اللي أغلبنا بعمله: دخلت معركة تغيير شريكي.وهاي المعركة دايما دايما رح تخسروا فيها بالعلاقات.
لانه فكروا فيها– اكم مرة وعدتوا حالكم انه بدكم تتغيروا؟ انه بدكم تصحوا عال 5 الصبح؟ بدكم تكونوا مرتبين اكثر؟ وقديش كان صعب تغيروا أشياء بحالكم؟طب تخيلوا انه شخص ثاني عم بطلب منكم تعملوا تغيير انتوا أصلا مش شايفين انه ضروري!
كل ما نصحت شريكي يعمل تأمل, كل ما صار عنده anti للتأمل والي.كل ما حاولت اغيره, كل ما قاومني.وكل ما قاومني – حسيت انه برفض محاولاتي الي جاي من محل منيح!
وهون علاقتنا راحت لمحل قطبي – كل واحد بجهة, ومش عارفين نتواصل مع بعض..
شو الهدية المخفية وراء التحدي بعلاقتنا؟
هون إجت لحظة التحوّل.تيري ريل، المعلم تبعي، بحكي: "إحنا بنتزوج الشخص اللي بخلينا نعمل التطور النفسي القادم بمين احنا."
فسألت حالي: إذا التحدي بيني وبين زوجي هو هدية، شو ممكن تكون هاي الهدية؟واستوعبت: الهدية هي مش إني أنجح أغيّره، بل إني أتعلم:كيف أحب إنسان مختلف عني. كيف أقبله مثل ما هو. كيف أترك محاولة السيطرة تاعتي— حتى لو كانت ناعمة ولطيفة, وانه افهم أصلا ليش انا هالقد بدي اتطوّر كل الوقت ومش عارفة اقعد محلي!
يمكن شريكنا بمقاومته لتغييرنا بدفشنا لمرحلة جديدة من تطوّرنا.يمكن "شريك الثبات" عنده رسالة لإلنا, شركاء التغيير: انه نتعلم نقول "بكفي".
جذر القصة: طفولتي
بعد ما سألت حالي ليش أصلا انا هالقد بنط من ورشة لورشة ومن تأهيل لتأهيل... استوعبت انه هاد صوت طفولتي. بطفولتي كنت أداة فيها ابوي يورجي الناس الي حوالينا انه هو "الأفضل". كان يستعملني كأداة يزيد قيمته الذاتية بين الناس, يمدح فيي ليل نهار انه فش عندي علامات تحت ال 100. وعشني كنت أداة لل"أنا" الهش تاعه, 99 مكنش يكفي. دايما كان لازم 100, دايما ابوي كان يتوقع ويطلب مني كمان وكمان.
فكبرت وانا حاسة كل الوقت اني مش كافية. انه كلشي بعمله مش كافي... كل ورشة بوخذها, يمكن في ورشة احسن.. كل تأهيل بوخذه بشغلي, يمكن في تأهيل احسن.
ولما كنت أطلب من زوجي يكون مثلي، كنت أسقط إحساسي انا بعدم باني مش كافية عليه: "إنت مش كافي، إنت مش عم تشتغل كفاية."يمكن إنتِ كمان كبرتي بهيك واقع. يمكن قصتك مختلفة: يمكن صار معك اشي او صار اشي بعيلتك الي خلاكي كل الوقت تظلك تراكضي ورا كمان وكمان معرفة عشان تحسي انك كافية, يمكن اهلك مكنوش حاضرين وفكرتي انه لو كنت احسن او اشطر كان اهلي اهتموا فيي..
وبالاخر؟ مش مهم شو جذور هاد السعي الدائم وراء التطوّر – بس يمكن لما بتختاري شريك الي بقول: "إحنا كافيين وين إحنا"، هاي روحك الي عم بتدور على التحرر من الشخصية الي بنتيها عشان النجاة.
هل هاد معناه انه مش لازم نشتغل على حالنا؟
طبعا لا! الشغل على حالي خلاني انتقل من صبية الي بترج لما بتحكي مع ناس ومش واثقة بحالها لصانعة محتوى الي كل يوم بصلها رسائل انه حياة ناس تغيرت, خلاني انتقل من صبية مرتعبة من العلاقات (وهي مش عارفة) لامرأة الي بتواجه الخوف وبتمشي بدرب العلاقات وبتنبي عيلة, خلاني انتقل من حدا الي بتقبل شبه علاقات وشبه حب لامرأة بتعرف قيمتها وقيمة الحب الي بتستحقه.
السؤال هو لوينتا بدي اظل اركض؟ لوينتا بدي اظل حاسة انه انا مش كافية وشغلي الذاتي مش كافي؟ وهل التعليم الي بوخذه جاي لاني حاسة اني مش كافية ولا لانه صح الي اسا؟
تخيلي لو شريكك نسخة عنك
ومش بس هيك, كثير مرات في عنا امنية خفية انه شريكي يكون بالزبط زيي. لما بتوقع من شريكي يشتغل عحاله كيف انا شايفة انه لازم, انا بتوقع انه يشوف الحياة زيي, يعمل زيي... واذا لا – بكون عندي خوف من هاد الاختلاف.
بس تخيلي لو هو كمان برتحش إلا لما يشتغل عحاله. لو كل يوم ورشة، كل نقاش فيه تحليل للطفولة. لو كل صبح يسألك: "بلكي مش عميقين كفاية؟"
مرهق صح؟
كل طرف بجيب اشي مختلف على العلاقة... شريك التغيير بدفش العلاقة للتغيير والتوسع النفسي... بس كمان شريك التقبل بحافظ على ارض العلاقة, بحافظ على التوازن... وعلى انه نقدر وين احنا موجودين ومنظلناش بشخصية نجاة.
في نوع مختلف من الجهد
وكمان زاوية بنفع نتطلع فيها عالشغلات هي انه للجهد في اشكال مختلفة:
انه اروح على ورشات وجلسات واطوّر من ذاتي هاد نوع جهد, بس كمان انه اوازن الشخص الي كل الوقت بده كمان وكمان, انه اشوف شو منيح بالرغم من انه شريكي بظل يشكك فينا – هاد كمان نوع مختلف من الجهد.
زي لما بنتمرن بنادي الرياضة, في تمارين قوة وركض... بس كمان في plank الي هو لا يقل أهمية عن باقي التمارين بتاثيرها واهميتها على الجسم.
شريك التقبّل هو الصخرة
بأول علاقتي كنت احس انه شريكي معلق محله, بدل ما يشوف شو صح اله والنا – مصر انه ميشفش وميعملش جهد على الشغلات زيي... اسا بشوف اقتراحاتي وشغلي على حالي زي مليون موجة بتيجي من فوق ومن تحت ومن اليمين ومن الشمال – ووجود شريكي بثباته هو زي الصخرة الي بتخليني ما اغرقش.
وبتعرفوا شو صار بس بطلت احاوّل اغيّر شريكي؟ اكتشفت انه بدل ما هو يكون مشغول بتطوره الذاتي, كان مشغول بانه يقاومني ويكون بردة فعل الي... يعني محاولتي لتغييره جابت النتيجة العكسية!
بس انا تقبلت وين هو موجود وشفت الهدايا بمين هو, بلش هو منه لحاله يروح على ورشات مختلفة عن الورشات الي انا كنت بروح عليها – بس كمان هو بلش يدفش علاقتنا لمحلات مختلفة وانا وعلاقتنا ربحنا كثير.
محاولة تغيير شريكنا والسيطرة عليه (الي عادة ناعمة واحنا مش شايفينها ومش واعيين الها) بتجبش نتيجة غير انه شريكي ينشغل بانه هو مش كافي ويقاوم هاد الشعور.
وبالاخر؟
العلاقة الواعية بتنولدش من محاولة تغيير شريكي،
بل انه كل مرة افحص مع حالي شو انا بدي اغيّر فيي وعم اسقط عليه؟
وهي بتنولدش لما بدي الغي الاختلاف واخلي شريكي يكون مثلي ويحط الجهد حسب تعريفي لشو يعني جهد,
هي بتنولد لما بوسع قلبي عشان يضم اختلافه,
وهيك انا بتوسع كانسان.

