هل السعادة ممكنة بدون علاقة زوجية؟
- rashional designs
- 28 أغسطس
- 3 دقيقة قراءة
وهل علاقتنا الزوجية كافية؟
هل السعادة ممكنة بدون علاقة زوجية؟ هذا السؤال رافقني بمراحل مختلفة من حياتي: لما كنت سينجل، بعد ما ارتبطت، وحتى اليوم بشغلي كأخصائية علاقات.

جسمنا بقول "إحنا بحاجة لعلاقات"… مش بالضرورة زوجية
قبل مئات الاف السنين... كان في 7 أنواع "بشر" غيرنا... وليش احنا, ال homosepians الوحيدين الي نجينا؟ يمكن اللي أنقذنا كان أضعف نقطة فينا - اعتمادنا وتعلقنا ببعض.
كيف في عنا جهاز مسؤول عن الهضم, في كمان جهاز مسؤول عن التعلق (شوفوا كتاب attached و secure love بهاد السياق.)
في كثير بوستات عن فك التعلق, الاعتماد على الذات, السفر لحالنا, الشغل على ال "انا والانا والانا".
بس التعلق وحاجتنا لعلاقات هي اكثر اشي طبيعي موجود بتركيبتنا البشرية.
والبيولوجيا تاعتنا بتقول بشكل واضح: إحنا بنحتاج ناس حوالينا، بنحتاج مجتمع، بنحتاج صداقات وبنحتاج تواصل:
دماغنا بفرقش بين الألم الجسدي والألم الاجتماعي – بتعامل معهم بنفس الطريقة.
حتى لما دماغنا "مرتاح"، هو بكون شغال على علاقاتنا: كم مرة كنت بتشتغل/ي على مهمة مهمة، ومع هيك تفكريك كان مشغول بكلمة أو تصرف من شخص قريب؟ هذا هو "المخ الاجتماعي" بشغله المستمر.
📚 للي بحب يعرف أكثر: بنصح بكتاب The Social Brain.
تقلص المجتمعات والمساحات الاجتماعية
زمان، حياتنا كانت محاطة بالعيلة، الجيران، الأصدقاء. الاطر والحياة الاجتماعية وفرت كثير مساحات واشبعت احتياجنا الي موجود فينا بشكل كبير وواضح.
بس اليوم، ضغط الشغل، المدن الكبيرة، والحياة السريعة، خلوا الصداقات والعلاقات الاجتماعية تصير بآخر الأولويات.
متذكرة لما وحدة من اقرب صاحباتي تجوزت... بطلت حتى ترد على رسائلي! ويوم عيدي الي عادة كنا نلتقي فيه سنويا, اجلت الاحتفال فيه شهرين كاملات.
وصاحبتي مش لحالها – هالقد احنا مضغوطين بشغلنا وحياتنا لدرجة انه صرنا نعيش وسط وباء عالمي اسمه "الوحدة".
معناش وقت نستثمره بصداقاتنا وبعائلاتنا.. وبالاخر بنروّح بعد نهار شغل طويل على البيت لحالنا, او اذا احنا بعلاقة - بنروّح عند شريكنا, بس عالاغلب رح نظل حاسين انه في اشي ناقص.
تاثير غياب المجتمعات والصداقات على التوقعات من العلاقات العاطفية
ومع قلة الوقت والدوائر الاجتماعية، صار في توقع من شريك الحياة إنه يكون "الكل في الكل": الصديق، الشريك، المستمع، الداعم، وحتى المجتمع.
بشوف بشغلي كيف ناس الي بتروح على اول لقاء تعارف بتوقعوا من الشريك توقعات فوق إنسانية... وحتى ناس الي موجودين بعلاقات – بظلهم يحسوا خيبات امل عانه شريكهم مش عم يعبي كل الخانات.
حاجتنا لصداقات ومجتمعات مراحتش لولا محل, بس بنجرب نحلها بانسان محدود زيه زينا, بانسان واحد ووحيد – ونتيجة لذلك علاقاتنا العاطفية عم تنهار تحت وزن هاد الحمل الزائد.
فهل إحنا بحاجة لعلاقات عاطفية؟
بالسياق اللي عايشينه اليوم – الجواب هو: نعم.يمكن علاقاتنا العاطفية هي بلاستر لمشكلة اكبر, بس تعوا نقول انه فوق كل الوحدة الي بس عم بتزيد وبتزيد والانعزال المجتمعي الي بس عم بزيد وبزيد – يمكن هاد البلاستر صار ضرورة.بس المشكلة هي انه العلاقة العاطفية مش رح تكفي لحالها, وكمان السياق الي احنا عايشين فيه بخلينا نحط عليها توقعات عالية الي هي بتقدرش تحملها, وفوق كل هاد – بدون أدوات عشان نقدر نبني هاي العلاقة العميقة الي صرنا بحاجتها اليوم.
ليش العلاقة الزوجية وحدها مش كافية
حتى أفضل شريك، في أفضل علاقة، مش رح يقدر يلغي شعور بالوحدة.
يمكن هذا التوقع هو اللي بيخلي كثير ناس ما يرتبطوش، أو بيخلي نسب الطلاق ترتفع – في بلادنا وبالعالم كله.الوحدة جزء من التجربة الإنسانية، وفش إنسان واحد يقدر يكون "كل شيء" إلنا.
النضوج العاطفي ببلش لما نتخلى عن فكرة "المنقذ". ولما نمرق فترة حداد – حداد على تخيلنا عن الحب, حداد على توقعنا من الاخر... ونتصالح مع الواقع الغير وردي عن علاقاتنا العاطفية ونفهم انه فش منقذ بالخارج, فش شخص رح يحللنا كلشي – بس سعيتها رح نقدر نبني علاقة واعية المبنية على اختيار واعي ومش على وهم.
فش شخص بقدر يكون مجتمع, فش شخص بقدر يكون كلشي.
من هون… كيف نكمل؟
جاوب\ي على هاي الأسئلة:
هل بتحط\ي علاقاتك الاجتماعية (مش بس العاطفية) كأولوية؟
قديش بتستثمر\ي في الصداقات مقارنة بشغلك أو حياتك المهنية؟
راضي\ة عن هالتوازن، أو بتحب\ي تغيّره؟
وإنت/ي… شو طلع معك لما جاوبت على هاي الأسئلة؟أنا مثلاً، لما جاوبت على هاي الاسئلة، اكتشفت إني بدي أعطي صداقاتي مساحة أكبر. حَكيت مع أقرب صديقتين إلي، واتفّقنا نلتقي مرة كل أسبوعين. التغيير كان بسيط… بس الأثر؟ ضخم.لقيت حالي راجعة بعد كل لقاء لعيلتي وشريكي بطاقة حب وهدوء أكبر.ليش؟ لأنه جزء من حاجاتي الاجتماعية كإنسانة اجتماعية تم إشباعه. وهذا مش بس حسّن مزاجي… كمان خفّف الضغط عن شريكي، لأنه مش مضطر يكون كل شيء بالنسبة إلي.
الخلاصة
صحتنا النفسية مرتبطة ارتباط مباشر بجودة علاقاتنا الاجتماعية… البيولوجيا نفسها بتقول هيك. الواقع الي احنا عايشين فيه وبغياب مجتمعات - خلى علاقاتنا العاطفية تصير ضرورة, بس العلاقات العاطفية غير كافية. مهم نحافظ على شبكة علاقات متوازنة، ونخلي شريك حياتك جزء من حياتك الاجتماعية، مش بديل عنها.

